ألعاب الريترو الحديثة المتبعة لمسار رجعي أو المستوحاة من عالم ونمط الألعاب الكلاسيكية القديمة خاصة البلاتفورمية منها هي حالة نادرة على منصات الأجهزة الذكية, عند مشاهدتي لإطلاق عنوان جديد يحمل هذا النمط لا أتردد في تحميلها على الفور وتجربتها, غالبا ما تنجح هذه الألقاب باحتواء قلبي لها وتمنحني الشعور الحقيقي بالحنين الى ذكريات الطفولة والتي أمضيتها كثيرا مع ألعاب بلاتفورمية غنية عن التعريف أمثال ماريو وغيرها, لعبة Burn It Down بعكس ما قد تتوقعه من أجواء غالبية ألعاب الفئة الكلاسيكية والتي تعج بالحياة والألوان, إنها لعبة بنمط اللونين الأبيض والأسود قائمة على عالم مظلم يدفع بشخصية البطل الى حرب نفسية للتغلب على المخاطر الكثيرة في طريقه للعثور على من وقع بحبها.

مهمتك في اللعبة هي التنقل من منصة إلى أخرى في كل مرحلة لتفادي واجتياز المخاطر والفخاخ الكثيرة وصولا الى المخرج, للقيام بذلك ستتيح لك اللعبة التنقل والتحرك من جهة إلى أخرى مع الاستعانة بتقنية اللمس, تحديدا النقر على طرف الشاشة المراد للتحرك بنفس الاتجاه النقر القصير للتحرك خطوات أحادية قصيرة والنقر باستمرار للتحرك الى مسافات أبعد مع اكتساب المزيد من السرعة والتي أنت بحاجة إليها عند الفجوات والفخاخ التي تتطلب من البطل القفز عنها, المثير والأكثر تحدي في اللعبة هي ميكانيكية القفز والتي تجبرك على الاستعداد لقفزات تلقائية يتعرف عليها نظام اللعبة عند الفجوات, القفز تتم بشكل تلقائي ولكن عليك الاستعداد واكتساب ما يكفي من السرعة لإجراء القفزات الأطول عندما يتطلب الأمر وإلا السقوط والهلاك. لا تقتصر اللعبة على مجرد منصات مستوية وثابتة وإنما هناك الكثير من التكتيكات اللازمة لاجتياز المراحل المتقدمة من اللعبة, هناك على سبيل المثال حالات تجبرك اللعبة على التنطط من جدار إلى آخر لاجتياز عقبة معينة أو الوصول الى أسفل المرحلة وأعماقها حتى تحقيقها, أما الفخاخ والعقبات فهي متواجدة بكثرة وتختلف بمستواها منها الروافع الآلية القاتلة, القطرات الحمضية المميتة, كائنات تتساقط من الأعلى ذات أوزان ثقيلة من شأنها التسبب بموتك على الفور. أما الجانب الذي لا يقل تحدي عن ميكانية القفز التلقائية هو الحد الزمني الذي تجبرك اللعبة من خلاله التقيد بإنهاء جميع مستويات اللعبة في غضون ساعة واحدة, وهي مدة قصيرة نظرا لعدد المراحل الكبير والذي يصل الى خمسين مرحلة كل منها لا يقل تحدي عن ما قبلها. أما إن نجحت في تحقيق جميع المستويات قبل انتهاء الساعة ستدفعك اللعبة الى تحدي مضاعف وهو تحقيق المراحل بنصف ساعة فقط. على الجانب المرئي والصوتيات فلا ينقص اللعبة انتماء الى ألعاب الفئة القديمة والتي تتخلل القصة وبعض أصوات الشخصية باللهجة الحزينة على معاناته النفسية, كما وأن استخدام أقل عدد من عناصر وتفاصيل يجعل منها تعمل بسلاسة فائقة.


لكون اللعبة مجانية فهي تشمل الإعلانات والتي يبالغ بها المطور نوعا ما, هناك إعلانات الفيديو والتي تظهر فجأة على الشاشة بعد الخسارة لمرات قليلة وتتطلب منك الانتظار أو اجبارك على مشاهدة إعلان لمدة لا تقل عن الخمس ثوان في كل مرة. ولكن لكونها لعبة مخصصة للمنصات المحمولة فقد لا ينزعج منها اللاعب نظرا لخوضها على فترات زمنية متقاطعة. لا يزال هناك خيار الدفع النقدي المتاح والذي يتطلب منك دفع دولار واحد لإزالة الإعلانات وبرأيي اللعبة تستحق هذا المبلغ القليل إن كنت من مشجعي فئة الألغاز والألعاب البلاتفورمية المعبأة بالتحدي والتي تجبرك على خوضها بأسلوب المحاولة والخطأ, كما أن الدفع يشمل إضافة تعليمات ترشدك عند الحالات العالقة في المراحل الأكثر تحدي. اللعبة مجانية متوفرة لنظام iOS