نظرة صغيرة سريعة إلى الماضي القريب تذكرني بإحدى أجمل ألعاب القتال الكلاسيكية التي صدرت خصيصا لأجهزة الحاسب بي سي المنزلية، هي لعبة حرة من إحدى مطوري الألعاب المستقلة تدعى Little Fighter والتي ربما يذكرها البعض منكم لمتعتها الكبيرة والتي تجبرك على الوقوع بحبها من أول وهلة، خاصة عند الحديث عن الأسلوب الهمجي العنيف ولمسة توفر بعض الجيوش الصغيرة التي على اللاعب مهاجمتها أو التصدي لها. اليوم حديثنا عن لعبة شبيهة من نفس المطور ولكنها مخصصة للأنظمة الخاصة بشاشات اللمس على رأسها iOS وأندرويد، لعبة البيتم أب Hero Fighter X على ما يبدو وريثة للعنوان الأصلي ولكنها ليست بمثابة التتمة لها وإن كانت تبدو كذلك.


Hero Fighter X تماما كما ينبغي أن تكون وتحقيقا للعبارة المألوفة لألعاب البيتم أب "أبرحهم ضرباً"، فهي عبارة عن لعبة قتال يركز فيها المطور على مقاتلة البطل أو اللاعب للعديد من الأعداء بمجموعة متنوعة من الأبطال والمتميزين بإمكانيات عديدة للقتال وذلك من خلال مجموعة كبيرة من المراحل والمناطق. عادة ما يكون هدف هذه المراحل مسح ما فيها من أعداء ثم التفرد بزعيمهم والتغلب عليه. مع هيكل مشابه لذلك على اللاعب اختيار البطل ثم الانتقال إلى عدة مراحل قتالية فيها يجب مهاجمة كل من يهاجم، المثير هو عدد الأبطال الكبير لكل منهم إمكانيات قتالية تميزه عن غيره مما يعزز رغبة اللاعب في الاستمرار واعتماد أو فتح المزيد من هذه الأبطال مع إحراز التقدم. بعض الشخصيات يمكنها المهاجمة مع الركل واللكم دون الاستعانة بالمعدات أو بالأسلحة وبعضها تستخدم الرماح والسيوف والبعض الآخر تفضل الاستعانة بالتعاويذ والقوى النارية وما إلى ذلك، كما أن جميع الشخصيات المتاحة قابلة للتطوير ورفع المستوى ولها احصائيات متعددة كما أن لكل منها هجمات وتحركات خاصة. وبما أن جميع مناطق اللعبة تعج بالأشرار والخصوم الشرسة فإن اللعبة توفر المساندة عن طريق استخدام أكثر من شخصية في نفس المرحلة اعتمادا على طور اللعب الذي يختاره اللاعب أو تتيح تجنيد الجنود القابلة للتدريب بواسطة الذهب والمال المكتسب. أطوار متنوعة تعزز المتعة وتؤدي إلى لحظات مستمرة من الإدمان منها طور القصة أو المبارزة أو المعارك الجماعية المفضلة لدي والتي يجتمع فيها أكثر من بطل يتصدون معا للأعداء ثم يحاولون احتلال قواعدهم في نفس الوقت يقومون بالدفاع عن مقراتهم، حتى أن من هذه المراحل قد يصل أعداد شخصياتها إلى العشرات مما يجعلها فوضوية ولكن بمفهوم إيجابي يعزز التسلية والتحدي. فيما يتعلق بالضوابط فكما هو الحال مع ألعاب الهواتف الذكية الكلاسيكية، تعتمد الضوابط على عجلة التحكم ومجموعة من أزرار الإجراءات والهجمات على الشاشة، في بعض الأحيان قد تجد بها صعوبة ولكنها ودية مع الممارسة.


أخيرا لا بد من ذكر الرسومات المستوحاة من الألعاب الكلاسيكية وفي نهاية المطاف قد يكون المظهر مسألة ذوق مما لا يسمح لي الحكم عليه بشكل عام، أما بالنسبة لي فأفضل استخدام الرسومات ثنائية الأبعاد والبسيطة مع هذه النوعية من الألعاب وذلك نظرا لكثافة الحركة وكثرة الشخصيات على الشاشة مما يتيح للاعب التركيز على المعارك أكثر من غيرها، والمثير هنا أن جانب الرسوم هنا متقن بالإضافة إلى العديد من التأثيرات المرئية والصوتية الجميلة. اللعبة مجانية للعب وتتيح لك شراءها كاملة مع فتح واعتماد جميع الشخصيات مع جميع الإمكانيات علما أن الحصول عليها من خلال احراز تقدم قد يأخذ منك وقتا.