ليس من الضروري أن تحظى لعبة بشعبية كبيرة لكي تكون في نهاية المطاف لعبة ناجحة، هناك الكثير من النوادر الخفية والتي لن تدهشك إلا بعد خوضها، فلا ينبغي علينا كلاعبين الالتفات إلى "الشعبية" قبل النظر والتدقيق على ما تقع عليه أعيننا، واحدة من ألعاب الألغاز التي صدرت على متجر أبل مؤخرا هي لعبة Test Chamber والتي لن أخفي عليكم علمت بها بعد أن قرأت عنها مراجعة في إحدى صفحات التقييمات على الشبكة العنكبوتية. اللعبة هي واحدة من أجمل ألغاز وأحاجي المنطق مع بعض اللمسات الفيزيائية والأفكار المبتكرة، قد تكون بسيطة بمظهرها مع أقل عدد ممكن من التفاصيل والعناصر ولكنها معبأة بالتحدي تجعلك تفكر مرتين قبل أي تحرّك.

فيها عليك السيطرة على المكعب البطل في رحلته للهروب من عالم اللعبة المحيط، كل مرحلة عبارة عن مجسم مكوّن ومكوّم من الكتل بتصميم ثلاثي الأبعاد مع مكعبات عليه يمكنك التحكم بها ونقلها أو إزاحتها بمساعدة البطل لتكوين الجسور وسد الثغرات والفجوات, يجب عليك التفكير جيدا على الأقل في المراحل المتقدمة لتتمكن من نقل وتحريك البطل الى مخارجها والتي هي عبارة عن بوابات ترسلك الى المراحل التالية. بعض الألغاز لا يمكن حلها إلا بعد استخدام ذكي لايجاد الطريقة الصحيحة علما أن كل مجسم في كل مرحلة متكرر على الشاشة حتى بعناصره من شخصيات ومكعبات ومخارج بمعنى عند وصولك إلى طرف الشاشة في أقصى اليسار ستنتقل إلى طرف الشاشة في أقصى اليمين والشئ نفسه ينطبق على الأمام والخلف أي بجميع الاتجاهات مما يجعلها متاهات تعزز التحدي ولكن في نفس الوقت قد تستخدمها لصالحك. نظرياً ونظرا للتبسيط المفرط في مظهرها فلا يمكن أن تتوقع إلّا أن تحتوي اللعبة على مراحل تافهة إلى حد ما, وقد تبدو لك كذلك منذ الوهلة الأولى ولكن بعد التعمق ستجد الكثير من التحدي والتعقيد والذي يقودك الى الحيرة, أما المثير بعد تفكير مطوّل ستجد سهولة الحل والذي يدفعك إلى حالة من الإحراج. نظرا لحالات الصعوبة التي تجدها مع حل الألغاز يمكن التراجع عن خطواتك إلى ما لا نهاية, وبالمناسبة هناك مكافئات عند كل نهاية تعتمد على عدد التحركات المستخدمة لحل اللغز, كلما كانت التحركات أقل كلما حصلت على نقاط ومكافئات أفضل وهي الميداليات الثلاث إما البرونزية وإما الفضية وإما الأعلى رتبة وهي الذهبية. الرسومات النقية واستخدام أقل ما يمكن من عناصر التصميم كذلك الأصوات التي تدل على الحزن والأجواء السوداوية جميعها من شأنها توفير العمق والمصداقية لعالم اللعبة وبطلها الكئيب والذي يسعى للهرب من سجنه المقيد, نعم قد يكون استخدامها غير اعتيادي وليس كما تعودنا مع ألعاب الفئة ولكنها حتما تحدد النغمة التي ينبغي على عالم اللعبة وأجوائها أن تكون, هذا إلى جانب الحوارات والنصوص المتوفرة أثناء اللعب أو عند لقاء الشخصيات الأخرى الرفيقة والتي يمكن أن تمنحك بعض التلميحات عن عالم اللعبة وقصتها المظلمة.


اللعبة مجانية متوفرة لنظامي iOS وأندرويد كما وتشمل المشتريات بمعنى حصولك عند تحميلها على ثمانية وعشرين لغزا بالمجان وما تبقي يمكن خوضه عند طريق الدفع النقدي كما ويتم فتح المزيد من المزايا المستقبلية مع التحديثات منها ما يتيح لك بناء مراحل خاصة بك تنافس بها الآخرين, أخيرا تتيح اللعبة خيار التحكم بإعدادات لضبط سرعة ووتيرة اللعب وهذه أيضا إضافة مرحب بها خاصة عند الحديث عن ألعاب التحدي والألغاز المبنية بعالم يساعدك على الاسترخاء.