لمحبي أالعاب الذكاء والألغاز الممزوجة بالعناصر الأربيجية قد يوحي لكم الرقم عشرة مليون للعبة قد خضتموها على أجهزتكم الذكية, اليوم حديثنا عن الحرفة والصناعة الذكية لألعاب الذكاء القائمة على عناصر الأدوار, إنها التتمة للعبة 10000000 على شاشات اللمس, والتي لم أحذفها من جهازي منذ انطلاقتها على الرغم من التحدي الكبير والصعوبة التي عشتها معها وهذا ما يدل على الحرفة في صناعتها, لعبة You Must Build A Boat هي المكمّلة لها ولا تقل عنها متعة وإثارة وإدمان. كما أنها تعمل بنفس النمط الريترو الكلاسيكي, ولكن هنا بدلا من ترميم القلعة بهدف الهرب منها يتولى اللاعب مهمة تجنيد طاقم من البحارة ليعينه على تطوير قاربه الصغير ليصبح سفينة كبيرة ثم توجيهها ليشق طريقه إلى المحيط أو رحلته إلى الحرية.


اللعبة عبارة عن تتمة اتقنها فريق التطوير يجعلها تستحق الانتظار, إن كان ذلك بسبب التوليفات والتحسينات المرحب بها والتي تتفوق بها اللعبة على سابقتها في أكثر من جانب, أو الحفاظ على ما وقعنا في حبه في المرة الأولى, في نهاية المطاف تبدو هنا المتعة مضاعفة تدفعك إلى تجربة إدمانية فريدة من نوعها. وعلى الرغم من استخدام أسلوب مشابه وقد تتكرر بعض العناصر ولكن لا تزال لعبة قوية وذكية وكلي يقين أنها لن تخيب ظنك إن كنت من المتمرسين المحبين لهذه النوعية من الألعاب. أبدأ بما حافظ عليه الفريق المطوّر, لا يزال اللاعب في دور الرجل العامل إلى ما لا نهاية في حل الألغاز القائمة على الشبكات كما هو الحال مع ألعاب المطابقة أو المجوهرات, في كل جولة تنقسم الشاشة إلى قسمين بنفس الطريقة, في الأسفل تجد الشبكة والمكونة من الكتل التي تحرك بها العناصر والأشكال لمطابقتها لتؤثر على عالم اللعبة الفعلي في الجزء العلوي والذي يتمثل بسفنيتك الخاصة ومن عليها من غرف وشخصيات وأعداء كثيرة ترغب في وضع حد لمسيرتك, الكتل متمثلة بعدة عناصر لكل منها وظائف وتأثيرات معينة أثناء اللعب, منها ما يعزز الهجمات ومنها ما يعزز الدروع ومنها المفاتيح وغيرها من العناصر الجديدة. أما ما تختلف فيه اللعبة عن الأصلية هي الطبقة الشرسة من اللعب التكتيكي المفروض على اللاعب. أبرز ما يدل على ذلك توفر الوحوش الغير معرضة للخطر لأنواع معينة من الهجمات! هذا بكل تأكيد يجبرك على تغيير طريقتك واستراتيجيتك لمطابقة العناصر على الشبكة ويعزز الكثير من العمق والتحدي كلما أحرزت تقدما أو ظهرت تجمعات جديدة من الكتل على الشبكة. كما أن السفينة التي عليك تطويرها تتطلب الموارد لتتم الترقية وهذا ما عليك أيضا العمل عليه لجمع أكبر عدد منها أبرزها الذهب والكنوز أضف إلى ذلك الحاجة إلى رفع مستوى الشخصية وما تملكه من أسلحة ودروع, أما إلى جانب تلك التحركات على الشبكة والتي لا تضر بالوحوش هناك الكثير من التحركات التي عليك تعقبها والعثور عليها لتعينك على تحقيق الهدف, وهذا ما يجعل منها لعبة تتطلب التركيز والتحرك والتفكير المتواصل. جميع التحسينات والإضافات التي قام بها الفريق المطوّر تدل على مضاعفة التشابك وتعقيد اللعب, قد يكون هذا ايجابيا بالنسبة للمتمرسين على الأقل, ولكنها بلا شك رحلة صعبة المنال خاصة عند الحديث عن المطالبة بايجاد الطرق الأسرع لمضاعفة التقدم أو تجنب الكثير من العقبات والأعداء والتي تظهر في تسلسلات تعزز الانتباه ورد الفعل السريع. إنها عوائق تكفيك لساعات من المحاولات على أمل العثور على المطابقة الصحيحة في الوقت المناسب للحصول على مكافأة أو التغلب على عدو أو التخطيط للوحش القادم وما إلى ذلك من إدخالات متجددة باستمرار مع كل جولة.


أخيرا ما أثارني أكثر هو التغيير الجذري للبيئات وعالم اللعبة ككل, بدلا من التقدم من خلال نفس البيئات الرمادية والجدران المألوفة هنا كل شئ ينبض بالحياة, أعداد كبيرة ملونة من العناصر منها الوحوش والشخصيات المساعدة أو المحال التجارية وغيرها من التفاصيل على السفينة, كما يمكنك من خلال إحراز التقدم السفر إلى أماكن جديدة والاستمتاع بتجديد الخلفيات وحتى التأثيرات الصوتية والموسيقى المرافقة. ميزة أعجبتني تم إضافتها أو استبدالها هي عدم انتظار مدة اجراء أي تحرك على الشبكة دون أي تجميد بل مواصلة العمل ومطابقة المجموعة التالية مما يعزز الحماسة والسيطرة على الخطى السريعة المطلوبة. هناك الكثير من المزايا التي لا تسعني صفحة واحدة لذكرها جميعا ولكني أثق لكم معها الكثير من المتعة والإثارة. اللعبة مدفوعة بسعر 2.99$ متوفرة للنظامين iOS وأندرويد.